هل أنت مسلمة؟
سؤال اظنك لم تسأله نفسك يوما
لماذا؟
وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ
الجواب:
طبعا مسلمون؟؟
الكل يدعي أنه مسلم ولا يخرج من دائرة الإسلام إلا اليهود والنصارى فهم طبعا كفار ولكن لماذا ؟؟
لماذا لم تخفك كلمة الكفر حين اطلقتها عليهم وحكمت عليهم بالكفر؟؟
نحن الآن بين كلمتين إسلام وكفر
من هو المسلم؟؟؟
من هو الكافر؟؟؟
لا يهم إسمك عند نفسك المهم هو إسمك عند الله
لا يهم إسمك عند الناس المهم هو إسمك عند الله
هل إسمك عند الله مسلم أم كافر؟؟؟
النصراني او اليهودي لا أختلف معك في الحكم عليهم بالكفر لأن الله سماهم كفار
(لقدكَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم)
ولكن أختلف معك في الحكم على نفسك بالإسلام وكي ينطبق عليك هذا الإسم لابد أن تحققه بالشروط التي ارادها الله لا بالشروط التي أردتها او أرادها الناس
فمثلا لو أنه شخص منذ ان ولد وأمه تناديه بالصادق وهو منذ ان أعرب عليه لسانه وهو يكذب وهو ايضا إن سالته عن إسمه قال الصادق
فهل ادعائه يكون سببا لتغيير المعنى الحقيقي لكلمة الصدق؟؟؟
مثال آخر :لو أن شخصا يقطع الطريق بالسرقة ويسمي نفسه بالشريف هل هذا سبب كاف لأن نسميه بالشريف ؟؟؟
طبعا سيكون الجواب أن اسمه سارق لأن تغيير الأسماء لا يغير من الحقائق شيئا فالسارق سارق وإن سمى نفسه بالشريف والكاذب كاذب وإن سمى نفسه بالصادق هذه هي الحقيقة
وكذلك إسمك أنت يا عبد الله
هل إسمك عند الله مسلم ولماذا؟ام اسمك عند الله كافر ولماذا؟
الحقائق هي التي ستعين اسمك عند الله فانتبه جيدا
فكلمة مسلم ذكر الله لها شروطا في القرآن كما أن كلمة الكفر لها شروط
فما هو الإسلام حتى تكون مسلما؟؟
طبعا ستقول الإسلام أن أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقيم الصلاة واتي الزكاة واحج البيت ان استطعت اليه سبيلا...
كما انه لابد من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره...
اقول لا أختلف معك في هذا ابدا من حقق هذه الأمور كان عند الله مسلما ولكن لاباس ان نقف عند كلمة التوحيد التي هي مفتاحك للجنة وبها تكون مسلما
فحينما تقول لا إلا إلا الله لابد أن تعتقد بانه لا معبود بحق إلا الله فتوحد الله في افعالك كلها ولا تصرف اي عبادة لغير الله
فالكثير من الجهال يظنون أن الكافر هو من أنكر وجود الله وهذا خطأ كبير فحتى كفار قريش لا ينكرون وجود الله بدليل قوله تعالى
( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
وكانوا يظنون أنفسهم أنهم على دين إبراهيم عليه السلام كما يظن الكثير اليوم انهم على دين محمد صلى الله عليه وسلم
وانهم هم المسلمون حقا
ولكن المهم هي الحقائق
هو إسمهم عند الله
فهم كانوا يقرون بوجود الله ولكن اشركوا مع الله فسماهم مشركين
{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } الزمر ( 3 ) .
قصدوا بذبحهم لغير الله التقرب الى الله
ولكن قصدهم الحسن لم يغبر من حقيقة الاسم شيء فسماهم الله مشركين لانهم صرفوا عبادة الدعاء لغير الله وصرفوا عبادة الذبح لغير الله..
فسامهم الله مشركين رغم جهلهم وعدم قصدهم للشرك ورغم انهم تأولوا عبادة غير الله لم يعذروا وسموا مشركين
فكذلك انت لو قلت الف مرة لا إله إلا الله وذبحت لغير الله كان اسمك عند الله مشركا .
وإن قلت الف مرة لا إله إلا الله ودعوت غير الله كان إسمك عند الله مشركا.
لان الشرك هو صرف عبادة لا تكون إلا لله لغير الله.
قد تقول أنا لا اذبح لغير الله ولا ادعوا غير الله ولا أشرك بالله شيئا وانا مسلم ولله الحمد
اقول لك اسال نفسك سؤال آخر حتى تتأكد من حقيقة اسمك عند الله
هل تعلم انه من صفات الله التشريع كما انه من صفاته الخلق والرزق والإحياء والإماتة وغير ذلك من الصفات الخاصة بالله عز وجل من نسبها إلى نفسه تعد حدوده ونسب إلى نفسه صفة من صفات الله
مثلا فرعون قد نسب إلى نفسه كل صفات الله فقال أنا ربكم الأعلى وكل من تبعه كان عبد له لا لله فكذلك كل من اخذ ولو صفة واحدة من صفات الله عز وجل سمي طاغوتا يقول تعالى
(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى..)
فكل من اخذ صفة من صفات الله اصبح طاغوتا امرنا الله أولا أن نكفر به قبل الايمان به حتى نستمسك بالعروة الوثقى وهي لاإله إلا الله
ومثال ذلك الساحر طاغوت لانه اخذ صفة من صفات الله وهي علم الغيب من ءامن به وإن سمى نفسه بمسلم فإسمه عند الله كافر مؤمن بالطاغوت مؤمن بالله لم يحقق شرط الاستمساك بالعروة الوثقى
وكذلك من شرع من دون الله فقد أصبح طاغوت يعبد من دون الله فالله شرع شرائع موجودة في كتاب الله وحكام اهل زماننا شرعوا شرائع موجودة في الدستور والله تعالى يقول
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ..)
ويقول
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
(50) المائدة
جاء في تفسير الآية
إن معنى الجاهلية يتحدد بهذا النص .
فالجاهلية - كما يصفها الله ويحددها قرآنه -هي
حكم البشر للبشر ,
لأنها هي عبودية البشر للبشر ,
والخروج من عبودية الله ,
ورفض ألوهية الله ,
والاعتراف في مقابل هذا الرفض بألوهية بعض البشر
وبالعبودية لهم من دون الله . .
إن الجاهلية - في ضوء هذا النص - ليست فترة من الزمان ; ولكنها وضع من الأوضاع .
هذا الوضع يوجد بالأمس ,
ويوجد اليوم ,
ويوجد غدا ,
فيأخذ صفة الجاهلية ،
المقابلة للإسلام ,
والمناقضة للإسلام .
والناس - في أي زمان وفي أي مكان - إما أنهم يحكمون بشريعة الله - دون فتنة عن بعض منها - ويقبلونها ويسلمون بها تسليما ,
فهم إذن في دين الله .
وإما إنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر - في أي صورة من الصور - ويقبلونهافهم إذن في جاهلية ;
وهم في دين من يحكمون بشريعته ,
وليسوا بحال في دين الله .
والذي لا يبتغى حكم الله يبتغي حكم الجاهلية ; والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية ,
ويعيش في الجاهلية .
وهذا مفرق الطريق , يقف الله الناس عليه .
وهم بعد ذلك بالخيار !
ثم يسألهم سؤال استنكار لابتغائهم حكم الجاهلية ; وسؤال تقرير لأفضلية حكم الله .
(ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟). .
وأجل ! فمن أحسن من الله حكما ؟
ومن ذا الذي يجرؤ على ادعاء أنه يشرع للناس , ويحكم فيهم , خيرا مما يشرع الله لهم ويحكم فيهم ؟ وأية حجة يملك أن يسوقها بين يدي هذا الادعاء العريض ؟
أيستطيع أن يقول: إنه أعلم بالناس من خالق الناس ؟
أيستطيع أن يقول:إنه أرحم بالناس من رب الناس ؟
أيستطيع أن يقول:إنه أعرف بمصالح الناس من إله الناس؟
أيستطيع أن يقول: إن الله - سبحانه - وهو يشرع شريعته الأخيرة , ويرسل رسوله الأخير ; ويجعل رسوله خاتم النبيين , ويجعل رسالته خاتمة الرسالات , ويجعل شريعته شريعة الأبد . .
كان - سبحانه - يجهل أن أحوالًا ستطرأ , وأن حاجات ستستجد , وأن ملابسات ستقع ; فلم يحسب حسابها في شريعته لأنها كانت خافية عليه , حتى انكشفت للناس في آخر الزمان ؟!
ما الذي يستطيع أن يقوله من ينحي شريعة الله عن حكم الحياة ,
ويستبدل بها شريعة الجاهلية , وحكم الجاهلية ;
ويجعل هواه هو أو هوى شعب من الشعوب , أو هوى جيل من أجيال البشر , فوق حكم الله , وفوق شريعة الله ؟
ماالذي يستطيع أن يقوله . . وبخاصة إذا كان يدعي أنه من المسلمين ؟!
الظروف ؟
الملابسات ؟
عدم رغبة الناس ؟
الخوف من الأعداء ؟ . .
ألم يكن هذا كله في علم الله ;
وهو يأمر المسلمين أن يقيموا بينهم شريعته , وأن يسيروا على منهجه ,وألا يفتنوا عن بعض ما أنزله
قصور شريعة الله عن استيعاب الحاجات الطارئة ,
والأوضاع المتجددة
والاحوال المتغلبة ؟
ألم يكن ذلك في علم الله ;
وهو يشدد هذا التشديد , ويحذر هذا التحذير ؟
يستطيع غير المسلم أن يقول مايشاء . .
ولكن المسلم . .
أو من يدعون الإسلام . .
ماالذي يقولونه من هذا كله ,
ثم يبقون على شيء من الإسلام ؟
أو يبقى لهم شيء من الإسلام ؟
إنه مفرق الطريق , الذي لا معدى عنده من الاختيار ;
ولا فائدة في المماحكة عنده ولا الجدال . .
إما إسلام وإما جاهلية .
إما إيمان وإما كفر .
إما حكم الله وإما حكم الجاهلية . .
والذين لا يحكمون بما أنزل الله هم الكافرون الظالمون الفاسقون .
والذين لايقبلون حكم الله من المحكومين ما هم بمؤمنين . .
إن هذه القضية يجب أن تكون واضحة وحاسمة في ضمير المسلم ;
وألا يتردد في تطبيقها على واقع الناس في زمانه ;
والتسليم بمقتضى هذه الحقيقة ونتيجة هذا التطبيق على الأعداء والأصدقاء !
ومالم يحسم ضمير المسلم في هذه القضية ,
فلن يستقيم له ميزان ;
ولن يتضح له منهج ,
ولن يفرق في ضميره بين الحق والباطل ;
ولن يخطو خطوة واحدة في الطريق الصحيح . .
وإذا جاز أن تبقى هذه القضية غامضة أو مائعة في نفوس الجماهير من الناس ;
فما يجوز أن تبقى غامضة ولا مائعة في نفوس من يريدون أن يكونوا "المسلمين"
وأن يحققوا لأنفسهم هذا الوصف العظيم .